الانترنت ومصداقية مصادر معلوماته ..

الأحد، 11 يناير 2009


الانترنت ومصداقية مصادر معلوماته ..!!!
في هذا العصر أصبحت تقنية المعلومات من الضرورات التي لا يستغني عنها أحد، ومن أهم مظاهر هذه التقنيات شبكة الانترنت (4)،حيث ظهرت خلال السنوات الماضية العديد من مواقع الإنترنت المشتملة على دراسات وأبحاث ،وتزخر الساحة بمواقع عديدة للكثير من المؤسسات التربوية والبحثية والتعليمية لا يزال النشاط مستمرا في هذا المجال و يحرص الكثيرون على إنشاء مواقع لهم على الإنترنت ينشرون من خلالها مقالاتهم وبحوثهم ، هذا إلى جانب حرص بعض المواقع على نشر البحوث سواء بعلم أصحابها أو بدون علمهم وهناك تفاوت كبير بين المواقع التي تنشر تلك البحوث سواء من حيث تبعيتها لمؤسسة معينة حكومية أو أهلية أو تبعيتها لأشخاص متخصصين أو غير متخصصين بالإضافة إلى التفاوت في النواحي المتعلقة بالمحتوى أو التوثيق أو التصميم أو الخدمات التي يوفرها ، كما أن جمهور المستفيدين يختلف من موقع لآخر ، كل ذلك يثير الكثير من المشكلات سواء المتعلقة بحقوق التأليف أو مصداقية تلك البحوث ومدى إمكانية الاعتماد عليها والاستفادة من محتوياتها والاقتباس منها لإعداد البحوث الجديدة، ويجد الباحثون صعوبة كبيرة في تقويم تلك المواقع في ظل عدم وجود معايير متفق عليها يمكن الاسترشاد بها للحكم على مدى فعالية ومصداقية موقع الإنترنت وبالتالي مصداقية المعلومات التي يتضمنها وإمكانية الوثوق بها خصوصا عندما يرغبون في الاقتباس من البحوث والدراسات التي تنشر على تلك المواقع .. (4).
إذاً لابد أن ننظر إليها بشكل مختلف عن نظرنا إلى المصادر التقليدية المتعارف عليها من مصادر المعلومات المطبوعة . (3)

.:: الإنترنت وأثرها على البحث العلمي والباحثين ::.
من الواضح أن الإنترنت أثرت على مسيرة تقدم البحث العلمي وتنمية المعارف البشرية في العالم أجمع بما تملكه من تقنيات وإمكانيات فائقة، وفي الوقت نفسه فرضت على الباحثين تحديات جديدة تتطلب منهم مواجهتها والتعامل معها بحذر وذكاء حتى يتمكنوا من الوصول إلى الإفادة القصوى من الكم الهائل من المعلومات المنبثقة عنها.
.:: ومن أبرز المزايا التي تقدمها الإنترنت للباحثين::.
· التقليل من الوقت والجهد اللذين تتطلبهما مهام البحث عن المعلومات حيث يمكن للباحث التجول في أنحاء العالم خلال ثواني للحصول على المعلومات التي يحتاجها، والتعرف على كل التطورات والمستجدات في مجاله ، وبذلك تساعد الإنترنت على تجاوز الحدود المكانية والزمنية واللغوية للوصول إلى المعلومات.

· تتيح إمكانية الاشتراك والإطلاع على كل ما ينشر على الإنترنت وكذلك الوصول إلى مواقع المكتبات والتعرف على مقتنياتها من خلال فهارسها الآلية، إضافة إلى مواقع المنظمات والهيئات والجمعيات والاتحادات المهنية.

· تتيح إمكانية الجمع بين الباحثين وزملاء المهنة كقناة اتصال تسمح بتبادل الآراء والمناقشات والأبحاث من خلال القوائم البريدية، المجموعات الإخبارية، مجموعات النقاش . أومن خلال المحادثة المباشرة (Chat, Messenger) وذلك يؤدي إلى اتساع الدائرة الفكرية والعلمية للباحثين إثر التعرف على خبرات وآراء متعددة ومتنوعة.

· تتسم أغلب المصادر الإلكترونية المتاحة على الإنترنت بتوفير مميزات إضافية تتمثل في تضمين النص وسائط متعددة ( صور، فيديو، صوت)، وكذلك إضافة الروابط (داخلية، خارجية) حيث يتمكن الباحث من التنقل بسهولة بين الأقسام والصفحات المتعددة للمصدر الواحد .

· تقدم الإنترنت للباحثين فرصة النشر الفوري لأبحاثهم ودراساتهم، كما يمكنهم إنشاء مواقع خاصة بهم على الشبكة أو الاستفادة من مواقع أخرى وبالتالي تكون فرصة النشر الإلكتروني لديهم أقوى.

· تتمتع الإنترنت بخاصية اللاتزامنية حيث يمكن الباحث من إرسال الرسائل واستقبالها بما يتناسب معه حيث لا يتطلب من كل مستخدمي الإنترنت التواجد في نفس الوقت، وكذلك لا يلزمه التقيد بزمن معين لنشر أعماله أو الإطلاع على أبحاث الآخرين .

· تقدم أغلب المعلومات المتداولة عبر الإنترنت بالمجان من قبل الجهات المنتجة لها.

وبالرغم من الفوائد الجمة التي تحققها الإنترنت للباحثين إلا أنها لا تخلو من بعض السلبيات التي تؤثر على جودة المعلومات التي تتيحها فيختلط الجيد بالرديء منها، وتتسبب في انخفاض درجة الثقة بها، و إيجاد نوع من الحيرة والقلق للباحثين حيال هذه المعلومات.

.:: ومن أبرز سلبيات الإنترنت التي تمثل عقبة يواجهها الباحثون عند الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات ::.
· التضخم المعلوماتي التي تزخر به الإنترنت فهي تحتوي على مليارات الصفحات وملايين المواقع مما يشكل عبء أمام الباحث لانتقاء ما يناسبه ويلبي طلبه ويدعم بحثه بإيجابية.
· غياب القوانين المنظمة لحقوق الملكية الفكرية للمعلومات المتاحة على الانترنت .
· حرية النشر لأي شخص دون وجود ضوابط علمية، حيث لا تمر المواد المنشورة غالبا على لجنة للقراءة والتحكيم والمراجعة والرقابة قبل نشرها كما هو الحال في المصادر التقليدية.
· بعض مصادر المعلومات يكون المسئول عنها فكرياً ومادياً مجهول الهوية.
· عدم استقرار مصادر المعلومات على الإنترنت فهي ذات طابع ديناميكي مما يجعل من الصعب العثور على هذه المصادر أو معاودة الاهتداء إليها مستقبلاً .
· قابلية محتويات هذه المصادر للتغير والتبديل أو الحذف والإضافة.
· عدم توفر معايير وسياسات واضحة ومحددة- حتى الآن- يمكن للباحثين الاعتماد عليها لتقويم مصادر المعلومات المتاحة على الإنترنت، للحكم على جودتها ومساعدتهم على اتخاذ القرار المناسب بإمكانية الاستشهاد بها والإفادة منها.

يتضح مما سبق أن الإنترنت وما تحويه من مصادر معلومات تعد بيئة خصبة للباحثين تساعدهم في إثراء المعرفة البشرية في كافة المجالات والتخصصات، في حين تحمل في طياتها شيء من التناقض الملموس فكما يمكن للباحث أن يجد معلومات قيمة وموضوعية وحديثة وفريدة لا يمكن أن يحصل عليها من مصادر أخرى بذات السرعة والجهد، يمكن أن يجد معلومات خاطئة وقديمة ومتحيزة لأفكار ومعتقدات ذاتية و بذلك تكون نسبة جودتها أقل بكثير من سابقتها إن لم تكن منعدمة، هذا التناقض يجعل الباحثين في مأزق حقيقي وحيرة بين مدى إمكانية الاعتماد على الإنترنت كمصدر غني بالمعلومات لا يمكن تجاهله، وبين مدى الثقة بهذه المعلومات ومقدار الجودة التي تحظى بها.
كل هذه الأمور أوجدت حاجة حقيقة إلى التقويم والانتقاء مما يتطلب وجود معايير تساعد الباحثين على تقويم مصادر المعلومات المتاحة على الإنترنت، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أفضل وأجود المعلومات . (4)

أولا - مؤشرات مساعدة :
(3) إن معرف المجال (URL) سيعطي فكرة عن الغرض الذي من أجله أعد الموقع وهذا يساعد على إعطاء فكرة مبدئية عن مستوى القيمة والمصداقية قبل أن نطلع على المعلومات من خلال الموقع. فمعظم مواقع الانترنت تقع في واحد من الفئات الست التالية:1. صفحات المنظمات : (ORGANIZATIONS) وغالباً مثل هذه المواقع تحاول التأثير على الرأي العام من باب ترويج الأفكار. ومجال هذه الصفحات ينتهي في الغالب بـ (.ORG)2. الصفحات التجارية والتسويقية: وهي للمؤسسات التجارية (COMMERC) وغالباً هذه المواقع تعمل على ترويج سلعة (ما). ومجال هذه الصفحات ينتهي في الغالب بـ (.COM) 3. الصفحات المعلوماتية الحكومية: أغلب هذه الصفحات مدعومة من الوزارات والمؤسسات الحكومية.وتهدف إلى إظهار معلومات ذات حقائق وغالباً مستوى المصداقية فيها مرتفعاً، وينتهي مجال هذه الصفحات عادة بـ (.GOV) 4. الصفحات التعليمية: وهي مدعومة من المؤسسات التعليمية, وموجهة أساساً إلى الطلاب والعاملين في حقل التعليم وتهدف إلى الإعلام والتثقيف، وغالباً مستوى المصداقية فيها مرتفع، ومجال هذه الصفحات ينتهي بـ (.EDU) 5. الصفحات الشخصية: وتنشر بواسطة الأفراد التي ربما تكون أو لا تكون تابعة إلى مؤسسات كبيرة ونطاق الصفحات يتنوع بين ما ذكر من النطاقات السابقة ونجد العلامة (~) في عنوان الصفحة. 6. قواعد بيانات للاشتراك: وهي صفحات لبيع المعلومات يأخذون مقابل مادي لاستخدام قاعدة البيانات، ومحتوى هذه القواعد يعرض الكترونياً المنشورات المطبوعة، وتكون غالباً مربوطة بمجموعات مصادر في مكتبات رقمية افتراضية، محتوى مثل هذا النوع من قواعد البيانات تكون مصداقيتها مرتفعه، لأنها مقومة بواسطة المكتبة كمصادر معلومات موثوق منها. ومجال هذه الصفحات ينتهي غالباً بـ (.com) .
.
ثانيا ً- معايير مقترحة لتقويم مصداقية المعلومات المأخوذة عبر الانترنت:
(3) فيما يلي عدد من المعايير المقترحة لتقويم مصداقية المعلومات التي يمكن أن نأخذها من الانترنت، ولكن قبل أن نبدأ يجب الإجابة على السؤال التالي هل هذه الوثيقة أو المعلومة مناسبة للبحث المراد استخدامها فيه؟ إذا كانت الإجابة نعم نراعي المعايير التالية:
1. لتأكد من أن للمعلومات مسؤول واضح ومعرف ولديه مؤهلات وخبرات مناسبة للكتابة في مجال المعلومات التي نريد أن نأخذها. وأن له عنواناً واضحاً يمكن الاتصال به أو بالمسؤول عن الموقع.
2. التأكد من أن طبيعة عرض المعلومات غير متحيز إلى جهة أو فئة أو جانب.
3. التأكد أن المؤلف لا يحاول فرض آرائه وطريقته الخاصة.
4. التأكد من أن المؤلف لا يحاول بطريقة غير مباشرة أو ماكرة هز قناعات المستفيدين.
5. وجود مؤشرات على دقة المعلومات وصحتها، مثل: ذكر مصادر استخدمت في تكوين المعلومات تكون معروفة وموثوق بها.6
. يجب أن تكون أهداف الموقع ومقاصده معلنة بوضوح، فهذا سيساعد في معرفة الهدف من عرض المعلومات التي نجدها فيه و الإجابة على السؤال التالي هل غرض الموقع يرمي إلى إخبار أو شرح أو تفسير أو إقناع.
7. الاطلاع على تاريخ إنشاء الموقع، فمن الناحية النظرية كلما كان الموقع قديماً كان أكثر عراقة وخبرة.
8. احتواء الصفحة ما يدل على تحديثها حتى تاريخ التصفح.
9. حداثة الروابط إن وجدت والتأكد أنها سارية المفعول.
10. النظر إلى مدى شمولية الموقع لنوع المعلومات المأخوذة، فإن التغطية الشاملة أحد مؤشرات التخصص وصدق المعلومات ودقتها.
11. مراعاة خلو الصفحة من الإعلانات، وأنه لا يوجد في الصفحة صور أكثر من النص المكتوب و إذا كان هذا حاصل فيجب أن تكون لها علاقة مباشرة بالموضوع.
12. سهولة التصفح وعرض المعلومات.هذه المعايير مرتبة تنازلياً حسب الأهمية، وعلى الرغم من صعوبة الحكم على مصداقية المعلومات المأخوذة من بعض مواقع الانترنت إلا أننا إذا أخذنا الحيطة في تطبيق مثل هذه المعايير فإن مستوى المصداقية سيتناسب طردياً مع عدد المعايير المتحققة، فإذا تحقق معظم أوكل هذه المعايير حتماً سيرتفع مستوى مصداقية الوثيقة خاصة إذا كنا سنستخدم مثل هذه المعلومات في بحث نحرص على أن تكون
نتائجه في أدق درجة ممكن(3)

ويرى الاستاذ علي العلي ::إن من الحلول المقترحة لرفع مستوى وعي مستخدمي الانترنت لدينا وفي نفس الوقت جعلها مصدر معلومات ذي مصداقية وجدير بالثقة يكمن في التالي:
1/ التركيز على درجة المحتوى المعلوماتي وليس درجة التواجد وتسجيل الحضور لمواقع المؤسسات والجهات الحكومية والأهلية لدينا والمتوفرة على الشبكة العنكبوتية، وذلك عن طريق توفير معلومات شاملة وكاملة تشمل نشاط المنشأة وأعمالها وإنجازاتها بشكل مفصل ودقيق بحيث تغني المعلومات المتوفرة بالموقع عن الحاجة إلى الاتصال أو الذهاب للمنشأة شخصياً لطلب المزيد من المعلومات ولا بد أيضاً أن يكون للمنشأة إدارة خاصة بمتابعة موقعها على الشبكة وتحديثه باستمرار وأن تكون هذه الإدارة حلقة الوصل بين المنشأة وبين زوار الموقع الراغبين في مزيد من المعلومات والإيضاحات وأن لا يقتصر الموقع على كلمة مدير المنشأة وما إلى ذلك من معلومات إنشائية لا تقدم أي معرفة أو فائدة بقدر ما تكون لغرض تسجيل حضور فقط.
2/ قيام المؤسسات والجهات التي تقدم خدمة الاتصال بشبكة الانترنت لمنسوبيها ومرتاديها كالمكتبات ومراكز المعلومات ومقاهي الانترنت وغيرهم بتوفير معلومات تعريفية مبسطة بمحركات البحث وكيفية استخدامها بالإضافة إلى تقديم قوائم منظمة ومقسمة إلى مواضيع تشتمل على عناوين لمواقع حكومية، إخبارية، تعليمية، طبية، تجارية وغير ذلك من مواقع مفيدة لمرتاديها على أن تكون تلك العناوين لمواقع تتميز معلوماتها بالمصداقية والثقة وهذا يمكن تحقيقه عن طريق استخدام بعض المعايير الخاصة بذلك.

هذا في نهاية الأمر سيكون له مردود كبير ومهم في إثراء الشبكة العنكبوتية بمواقع عربية ذات معلومات شاملة وكاملة بالإضافة إلى ذلك سيقود إلى رفع وعي مستخدمي الانترنت وتعريفهم بمصادر معلومات جديدة وكذلك إلى تحقيق الرغبة في بناء مجتمع معلوماتي وذلك عن طريق مشاركة وتحفيز القطاعات الحكومية والأهلية بتوفير معلوماتها وأنشطتها وخدماتها على الانترنت، وتلك خطوة أولى لعملية لاحقة تهدف إلى تحقيق مبدأ الحكومة الإلكترونية وإلى رفع وعي المجتمع بالانترنت وإلى جعلها مصدراً مهماً للمعلومات وقبل كل ذلك مصدر موثوق به وذي مصداقية عالية. (2)

.
.

المراجع ::

(1):: مقالة بعنوان : مصداقية المعلومات ع الانترنت،حمد إبراهيم العمران ،موقع النادي العربي للمعلومات .
(2):: مقالة بعنوان: الانترنت كمصدر للمعلومات ،لعلي بن سعد العلي ، جريدة الرياض .
(3) :: مقالة بعنوان :تقويم مصداقية المعلومات المأخوذة من الانترنت ،لعبدالعزيز أحمد بن الشهاب ، منتديات اليسير .
(4) :: مقالة بعنوان :مصادر المعلومات المتاحة على شبكة الانترنت : معايير مقترحة للتقويم .1 ،لعبدالرشيد بن عبدالعزيز حافظ & هناء علي الضحوي ،مجلة Cybrarians Journal ،العدد العاشر – سبتمبر 2006
.
.
.
.
اعداد الطـــالبه : هديــل النفيسه

0 التعليقات: